إن هدف العلاقة بين المريض والطبيب، هو تحسين الحالة الصحية للمريض أو المحافظة على صحته. ولا يمكن الوصول إلى هذا الهدف بقيام الطبيب ببذل جهده منفرداً. بل على المريض أن يبذل الجهد، ويتحمل المسئولية ويقوم بالإيفاء بواجباته من أجل نفس الغاية.
التعاون
لا يمكن تحقيق المعالجة المؤثرة والناجحة دون تعاون المريض. والمريض مكلف بالابتعاد عن السلوك الذي يؤدي الى فشل المعالجة.
المقصود من التعاون هو الاستشارة المنتظمة، و تناول الأدوية بشكل منتظم، ومراعاة الحمية وغيرها. وأساس الموضوع هنا هو وجوب ذلك من أجل فائدة المريض نفسه. لذلك فإن التعاون هو قيام المريض ببذل الجهد من أجل إنجاح المعالجة أكثر مما هو اتباع ارشادات الطبيب.
مسئولية التعاون تبدأ من مرحلة الحكاية. أحيانا لا يتم ذكر الأمراض السابقة بسبب النسيان أو الشعور بالخجل. إن تصوير الشكوى من المرض والآلام تعد ضمن مسئولية التعاون.
مراعاة إرشادات الطبيب
مراعاة المريض لارشادات الطبيب تشكل جزء من مسئولية التعاون. هناك قاعدة تبين أن الطبيب يعتبر أن المريض يراعي إرشاداته. وهناك دراسات تبين أن نسبة تتراوح بين 30%- 50% من المرضى لا تراعي ارشادات الطبيب، وأن هذه النسبة تصل إلى 80% عندى مرضى ضغط الدم المرتفع. وهذا يدل على أن واحد من كل 3 أطباء وحتى واحد من كل طبيبين يهدر وقته بلا فائدة.
التحمل
الشخص الذي يطلب اتخاذ التدابير العلاجية من الطبيب، مكلف بالقيام بكل ما يلزم وفق العقد الطبي أو من أجل تأمين نجاح العملية . وكي يستطيع الطبيب تحقيق النجاح في المداخلة الطبية على المريض أن يتحمل الفحص والمداخلة الطبية. المريض ليس تحت المسئولية في المداخلة الطبية التي لا يرغب بها. وهو مكلف بمراعاة قواعد المؤسسة التي يتلقى فيها الخدمات الصحية.
مسئولية التبليغ
هناك قاعدة تبين أنه على الطبيب الاستماع الى حكاية المريض وسؤاله عن أمراضه السابقة وحساسياته عند المعاينة والتشخيص. وفي حالة عدم قيام المريض بإخبار الطبيب بأمراضه السابقة وحساسياته عن سابق تصميم أو إهمال يعتبر المريض انه قد أخل بالعقد الطبي.
على المريض أن يخبر الطبيب بأمراضه السابقة، وحساسياته، والعمليات التي أجريت له، والحوادث التي تعرض لها، والمضاعفات، والحمل، وحالته الخاصة وغيرها. وفي حالة وجود فائدة خاصة للطرف الآخر بهذا التبليغ يصير ذلك واجباً. مثل اخبار الطبيب المكلف بحماية وسلامة المرضى الآخرين عن أعراض مرض معدي.
المريض المصاب بمرض القلب عليه أن يخبر الطبيب بحالته قبل البدء بالمعالجة. كما أنه على المريض الذي عنده حساسية تجاه بعض الأدوية أن يخبر الطبيب عنها دون أن يسأله حتى لو كان السؤال عنها من مسئولية الطبيب. كما يجب إخبار الطبيب في حالة الادمان على الخمر.
الالتزام بدفع الأجرة
إن الطبيب والمستشفيات ( المؤسسات الحكومية أو المستشفيات الخاصة) يملكون حق المطالبة بأجرة مقابل رعاية ومعالجة المريض ماعدا الحالات الاستثنائية التي تبينها القوانين. لكن المريض غير مكلف بدفع " المصاريف المناقضة لقواعد الصدق والنزاهة"
الالتزامات الأخرى
يمكن عرض الخواص والالتزامات الأخرى التي يجب على المريض الانتباه لها على الشكل التالي:
يجب أن لا ننسى أن الأطباء والمرضى ليسوا خصمين متنافسين. بل على العكس إنهم عناصر طبيعية في طاقم يسعى لنفس الغاية. إن مطلب المريض الشفاء، وغاية الطبيب إيصال المريض إلى الشفاء. وبمواجهة هذا الهدف المشترك وكي يتم الوصول إلى الغاية المنشودة يجب أن تستمر العلاقة المثالية ضمن إطار النية الحسنة للطرفين و التعاطف والاحترام.